شن الشيخ صالح بن سعد اللحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية لدول الخليج والشرق الأوسط هجوماً عنيفاً على الإعلامية السعودية نادين البدير "مذيعة قناة الحرة", واتهمها بالجهل والسطحية, وأنها مؤدلجة لصالح جهات أجنبية, وطالبها بأن تعتذر علناً عما بدر منها من إساءة للنقاب، وتأييدها لما قاله الرئيس الفرنسي عن الحجاب، الذي زعم فيه أن النقاب مظهر من مظاهر الاستعباد وليس رمزا دينيا.
وكانت "البدير" التي تقدم برنامج "مساواة" على قناة الحرة الممولة من الإدارة الأمريكية قد أشادت بتصريحات "ساركوزي" وقالت: إن رجال الدين سوف يأتيهم يوما, ويتفقون على جواز خلع الحجاب, ممثل ما أباحوا زواج المسيار والمصياف وغيرهما من العلاقات المحرمة.
وأعربت البدير في مقال بعنوان "تحية لساركوزي" عن أسفها لمقتل المهندسة المصرية مروة الشربيني على يد ألماني متطرف، وانتقدت في الوقت نفسه من أسمتهم بالمتطرفين الذين يؤذون النساء غير المحجبات في الشوارع العامة بالألفاظ الجارحة أو بالتحرش بهن واغتصابهن، كما انتقدت القوانين التي تعاقب غير المحجبات كما هو الحال في السعودية وإيران.
وتوقعت البدير أن "يستمر التطرف حتى يلتهم الجميع، إن لم يقم أصحاب العلامات والرموز بوضع حد لتصرفاتهم في البلدان الأخرى، وإن لم نكف عن مجاملة العلامات والرموز على حساب الأرواح والأبدان". نافية أن تكون تصريحات ساركوزي تطرفاً ضد الإسلام، وقالت "إذا ما علمنا أن فرنسا تمنع أيضا بقية الرموز الدينية، كارتداء القلنسوة اليهودية أو الصليب المسيحي، يغدو الأمر ليس تطرفاً ضد الإسلام".
وجاء في المقال "وإذا ما علمنا أيضا أن ذات الحجاب مختلف عليه بين شيوخ الدين ممن يؤكد وجوبه ومن يحل نزعه مثل بعض علماء الدين في مصر وسوريا، فلا يعود بوسعنا اعتبار تصريحات ساركوزي إهانة للدين الإسلامي، فقد يأتي يوم يجتمع الجمهور على جواز إزاحة الحجاب للضرورة مثلما اجتمعوا على إجازة المسيار والمصياف وغيرها من علاقات غير مشروعة كانت تعد زناً.
وطالب الشيخ صالح اللحيدان الإعلامية "البدير" باحترام عقول البشر؛ لأنه في يوم من الأيام سيكتشفون أن كلامها خطأً، وأنها تريد الشهرة، أو شيء معين، آو أنها مؤدلجة لجهة من الجهات الخارجية.
وقال لـ"سبق": "إن البدير تلقي بالكلام على عواهنه، والقياس دون ضوابط, وبدون أركان، فهي قاست زواج المسيار على نزع الحجاب، وهي لا تعرف أن زواج المسيار ثلاثة أنواع وليس نوع واحد, كما أن الحجاب في الأصل محرم نزعه ولكن ضرورات شرعية إذا خيف على المرأة في عرضها فتنه، أو خيف على دينها فتنه في بلاد الغرب فلا بس أن تبدي عينيها أو جزء من وجهها إذا كانت المضرة أكبر فـ"الإعلامية" تسوق معلومات سطحية، كما يفعل بعض المثقفين والكتاب دون الرجوع إلى تأصيل المسألة, إلى تفعيلها وإلى إيراد الأدلة، ذلك أن زواج المسيار لم يبحه العلماء فقط وإنما أجازه بعض طلاب العلم بشروط معينه ومحددة, فـ"البدير" يجب أن تعرف أن الحجاب فرضه الله سبحانه وتعالى, وفرض في السنة الخامسة للهجرة.
وأضاف الشيخ اللحيدان: قد يأتي يوم من الأيام أن تكشف النساء وجوههن, ولكن لا يلغي الحكم الشرعي, فالحكم الشرعي باق إلى يوم القيامة, وقال: إن البدير سيذمها التاريخ كما ذم كثير من النساء اللاتي لم يوفقن في البث الإعلامي, وأنصحها أن تعود إلى سورتي "النساء" و" النور" لتفهم الأحكام الشرعية، وإذا لم تستطيع الفهم بسبب ضعيف في اللغة وفي النحو, أو في أسباب النزول, فأنا على استعداد على أن أوجهها إلى ما أمر به الله وما أمر به النبي وأنا متأكد أن لها بذرة طيبه.
وفي رسالة خاصة للرئيس الفرنسي من الشيخ اللحيدان قال:حاولت أن أتواصل معه, فوجدت المكتب الرئاسي مشغول، وكنت أريد أن أتحدث معه في ذلك, بحكم تفهمه وعقليته, وأن أنقاشه شخصياً, وأطالبه باحترام الأديان.
وطالب الشيخ اللحيدان من "البدير" الظهور والاعتذار علنيا عما بدر منها