التغير المناخي إنذار من الله
إحصائيات عن بعض الظواهر الخطيرة التي تعصف بنا في هذا العصر، فكان أهمها ظاهرة التغير المناخي وما يطلقه العلماء من تحذيرات واستغاثة من أن هذه الظاهرة ستقضي على النبات والحيوان والبر والبحر، فلماذا هذا التغير المفاجئ الذي يحدث لأول مرة في حياة البشر؟
ولكن الجواب جاء من إحصائيات أخرى كانت مرعبة! ففي العالم الغربي الذي هو في معظمه غير مسلم، تجد نسبة الزنا أكثر من تسعين بالمئة ومثلها تعاطي الخمور بأنواعها، وتجد نسبة الاغتصاب خمسين بالمئة ومثلها الطلاق! أما نسبة الشذوذ الجنسي فتبلغ في بعض الدول أكثر من عشرين بالمئة! كل هذا في كفة وفي الكفة الأخرى نجد ظاهرة "الربا" التي تفشت حتى بلغت في الدول غير الإسلامية مئة بالمئة تقريباً، نجدها في الدول الإسلامية انتشرت بشكل غريب فلا تكاد تجد من يسلم من الربا في هذا العصر، والله تعالى قد أعلن الحرب على آكل الربا.
أما الفواحش فقد أعلن النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عليها حرباً الأمراض المستعصية يخوضها الغرب اليوم مع الإيدز وغيره، حتى إن آخر الدراسات وجدت أن الطالبات المراهقات في أمريكا يُصبن بنسبة أكثر من 25 % بالأمراض الجنسية المعدية نتيجة تعاطي "الجنس". وإذا ما تحدثنا عن القنوات والمواقع الإباحية تجد عشرات الآلاف من المواقع والقنوات التي تبث سمومها ليل نهار، ويشاهدها مئات الملايين من المسلمين وغير المسلمين حتى أصبحت مرضاً مستعصياً.
وتساءلت من جديد: ما هي نسبة المسلمين الذين يؤدون حق الله في الزكاة؟ وما هي نسبة المسلمين الذين يعملون لآخرتهم ويحبون لإخوتهم ما يحبونه لأنفسهم ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟ وكم نسبة المسلمين الذين يدعون إلى الله وكم وكم ... وللأسف وجدتها لا تتناسب مع الأعداد الهائلة للمسلمين في العالم اليوم.
وتذكرتُ قول الحق تبارك وتعالى وإنذاره: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [السجدة: 21]، فأدركت أن ظاهرة التغير المناخي بما تحمله من فساد وتلوث وغلاء وبلاء، إنما هي إنذار من الله ونوع من العذاب الأدنى. وقد تحدث القرآن عن هذه الظاهرة بوضوح كامل في قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. فهذه الآية تحدد لنا بدقة رائعة أن الفساد سيظهر في البر والبحر وأن الإنسان هو المسؤول عن ذلك، وأن هذا الإنذار نوع من أنواع العذاب لعلنا نرجع إلى الله تعالى. والسؤال: ما هي آخر الدراسات حول هذه الظاهرة؟ وماذا يقول علماء الغرب حول التغير المناخي وآثاره الخطيرة على البيئة؟ لنتأمل النداء الذي يطلقه العلماء اليوم والنداء الذي أطلقه القرآن عندما قال: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الأعراف: 56]. لنقرأ هذه المقالات المنشورة على موقع بي بي سي وموقع سي إن إن حديثاً:
ظهور الفساد في البر
أفادت دراسة علمية بأن التغيرات المناخية قد تؤدي إلى انقراض ملايين الكائنات الحية بحلول عام 2050 وأوضح معدو الدارسة التي نشرت في دورية "نيتشر" أنه بعد دراسة مطولة لست مناطق في العالم أن ربع الكائنات الحية التي تعيش في البر قد تنقرض. وأضافوا أن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل نسبة الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون قد ينقذ العديد من أنواع الكائنات الحياة من الاندثار. وها هي الأمم المتحدة تؤكد أن هذه الظاهرة الخطيرة تهدد ملايين البشر الذي يعتمدون على الطبيعة للبقاء على قيد الحياة.
وفي تقرير يحمل اسم "خطر الانقراض الناجم عن التغيرات المناخية"، نشر العلماء نتائج دراستهم لست مناطق تتميز بالتنوع الأحيائي وتمثل عشرين بالمئة من مساحة اليابسة على كوكب الأرض. واستخدمت الدراسة نماذج إلكترونية لمحاكاة رد فعل 1103 نوعاً من الكائنات الحية بما فيها الثدييات والنباتات والطيور والزواحف والضفادع والفراشات، إزاء أي تغير في درجات الحرارة ومناخ الأراضي التي تعيش بها. ووضع العلماء ثلاثة احتمالات لتغير مناخ الأرض وهي أقل تغير ممكن وتغير متوسط وأقصى تغير ممكن. وتم إعداد هذه الاحتمالات على أساس بيانات مستقاة من اللجنة الحكومية البريطانية للتغيرات المناخية. كما اشتملت الدراسة على تقييم ما إذا كانت تلك الحيوانات والنباتات ستكون قادرة على الانتقال إلى مناطق جديدة.
.
العديد من الآثار الخطيرة للتغيرات المناخية سوف تؤدي إلى التفاعل بين التهديدات المختلفة وليس تغير المناخ نفسه، وهذا الأمر لم يتوقعه العلماء، لكنهم أوضحوا أن هناك بعض المؤشرات على أن الأمور لن تتدهور بدرجة كبيرة حيث أكدوا أنه في حالة حدوث أقل تغير مناخي حتى عام 2050، وهو ما اعتبروه أمراً حتمياً، فإن ذلك يعني أن 18 بالمئة من أنواع الكائنات الحية المتضررة ستندثر. أما في حالة حدوث تغير مناخي متوسط المستوى فإن معدل الانقراض سيصل إلى 24 بالمئة، بينما سيبلغ معدل الانقراض 35 بالمئة إذا وقع أقصى تغير مناخي يمكن أن تتعرض له الأرض خلال الأعوام القادمة.
وقال جون لانشبيري من الجمعية البريطانية الملكية لحماية الطيور الذي درس علوم وأنماط التغير المناخي لسنوات: "يبدو الأمر كما لو أننا ليس بوسعنا اتخاذ أي إجراء لتفادي انقراض بعض الأنواع. يجب علينا دائما محاولة الالتزام بأقل السيناريوهات ضررا التي وردت في الدراسيين
ظهور الفساد في البحر
يؤكد العلماء أن كمية غازات ثاني أكسيد الكربون التي تمتصها المحيطات في العالم قد قلت. وأخذ باحثون من جامعة إيست أنجليا أكثر من 90 ألف قياس بفضل سفن تجارية مزودة بأجهزة إلكترونية لتحديد كمية ثاني أكسيد الكربون التي امتصتها المحيطات. وأظهرت نتائج الدراسة التي أنجزها فريق البحث على مدى عشر سنوات في شمال المحيط الأطلسي أن كمية ثاني أكسيد الكربون التي امتصها المحيط قلت بنسبة النصف ما بين أواسط التسعينيات من القرن الماضي وعام 2005. ويعتقد العلماء أن ارتفاع درجة حرارة الأرض يزداد سوءا في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال الباحثون إن نتائج أبحاثهم التي نُشرت في مجلة " جيوفيزكال ريسرتش" العلمية كانت مفاجئة ومقلقة في الوقت ذاته لأنه كانت هناك أسباب تدعو للاعتقاد أن عامل الزمن من شأنه جعل المحيطات مُشبعة بالانبعاثات الغازية. ويعتقد العلماء أن الاحتباس الحراري يزداد سوءاً في حال امتصاص المحيطات كميات أقل من الغازات.
ويقول محلل بي بي سي لشؤون البيئة، روجر هارابين: الباحثون لا يعرفون ما إن كان التغير الحاصل ناتج عن التغير المناخي أو يُعزى إلى تغيرات أخرى تحدث في الطبيعة، غير أن الباحثين يقولون إن نتائج أبحاثهم تمثل مفاجأة كبرى ومصدر قلق لهم بسبب وجود ما يدعو إلى الاعتقاد أنه مع مرور الوقت، فإن المحيط قد يصبح مشبعاً بانبعاثاتنا أي أنه غير قادر على امتصاص كميات إضافية، وأن هذا الوضع سيجعل الانبعاثات التي نتسبب فيها ترفع درجة حرارة الجو. ولا يبقى من غازات ثاني أكسيد الكربون المنبعثة إلى الجو سوى نصف الكمية بينما يتحول النصف الآخر إلى ترسبات فحمية.