قصة رائعة حملت بين طياتها أنشودة وفاء مع جميل معاشرة وصدق محبة بين زوج وزوجته عاشها الشاعر( أحمد بن فالح المغامسي) فنسجها قصيدة رائعة يرثى بها زوجته(أم الأمين) تخليدا لذكرها إذ يقول:
خليلي قوما بالبقيع وسلما وخصا به قبر هناك معلما
ولا تبخلا بالدمع إن سال منكما فعيناي بعد اليوم سالت به دما
وإن تتحفا أم (الأمين)بدعوة فإني لأرجو أن تثابا وترحما
وما كان إيماني ضعيفا وإنني لأعلم أن الموت كان محتما
لكنني والحزن يعصر مهجتي تمنيت لو كنت الفقيد المقدما
كأني وإياها بقلب تقدمت به حيث أبقتني من القلب معدما
فقدت بها (ليلى) و(عبلة) قبلها و(عزة)و (البثنات) بل صرت أعظما
ولما رأيت الدار أحلك ليلها وأعيت من الأكدار أن تتبسما
توجهت للبيت العتيق لعلني إذا زرته أسقيت للجرح زمزما
وألهو مع العمار إذ كان جمعهم كبيرا,وأنسى الهم مهما تجهما
ولكنها كانت رفيقة رحلتي وما فارقت جسمي حلالا ومحرما
فلما دنت من (ذي الحليفة)أحرمت ولبت كما كنا زمانا تصرما
وسرت بها طول الطريق وكلما نزلت أعدت لي شرابا ومطعما
وإن طفت حول البيت طافت بجانبي وإن قمت أدعو رددته مترجما
لقد زادني الطيف المرافق حسرة ولم يشهد الجرح العميق تقدما
وقد عدت يوم العيد والعيد فرحة إلى الدار مهموما حزينا مكلما
فأنكرتها والدمع يملأ مقلتي فلا مصعد ترقى ولم تر سلما
وأخلدت للذكرى وكانت أليمة فقد عشت فيها العمر عيشا منعما
وكانت بها بالأمس شمسا مضيئة فلما توارت أصبح الحي مظلما
وأظهرت للأطفال مني تجلدا وكانوا من الشيخ المتيم أحلما
وأخفيت صوتي بالبكاء فخانني فأيقظت أطفال عن الهم نوما
وأوجزت في التعبير رفقا بأهلها وأبنائها,يبكي به من ترنما
ولو أنني أودعت فيه مشاعري لأرسلته غضا طريا منعما
وأدميت قلبا قاسيا متحجرا وأبكيت عصما بالجبال وحوما
ولكنني أخفيت في الصدر حسرتي وأبديت عنوانا لما كان مبهما
عليها سلام الله ما قام ذاكر وصلى على خير الأنام وسلما
الشاعر( أحمد بن فالح المغامسي)
المدينة المنورة