يبدو أن المرأة لم تعد شريكة للرجل ومنافسة له فقط على سطح الأرض..فقد أمتد ذلك ليشمل ميادين أخرى تحت الماء أيضا !!..ففي جدة اشتركت 18 غواصة ضمن حملة مع غواصين آخرين لتنظيف خمسة مواقع وتجميع نفايات وأسحار، في البحر الأحمر.
وقد أوردت جريدة ” الوطن” أراء بعض المتدربات المشاركات ، اللاتي عشقوا البحر والمغامرة والتحدي برفع شعار (الموية تكدب الغطاس)
فتقول المدربة أريام الخاطر التي تعلمت هذه الرياضة الخطيرة في إيطاليا أثناء تحضيرها لرسالة الدكتوراه إن زوجها هو أول من شجعها على ممارسة هذه الهواية، ومن الإسكندرية إلى جدة غاصت أريام في أعماق البحار لاكتشاف أغوار هذا العالم الصامت - على حد وصفها -.
أما سامية عزيز (مدربة حاصلة على شهادة بالتدريب من بريطانيا) “وجدت في هذه الهواية تجربة تعتبر غريبة على مجتمع محافظ كالسعودية. لكني ظللت أبحث عن أماكن تسمح لها بممارسة هواية الغطس والغوص والتدريب، حتى وجدت فرصتها من خلال مشاركات “الغواصات” السعوديات ضمن فريق العمل المكون من 60 غواصاً، تمثل السيدات فيه 30 %، وكانت مهمة لتنفيذ برنامج تنظيف قاع البحر الأحمر في أبحر العام الماضي.
من جهتها أوضحت المدربة بثينة عطية (30 سنة) أن تدربها على الغوص هواية بدأت منذ أن كانت تدرس في فرنسا، حيث حصلت على شهادة في التدريب على الغوص، لكنها لم تستطع أن تمارس هذه الهواية بشكل موسع في السعودية بسبب العادات والتقاليد.
وتؤكد أن هناك إقبالا كبيرا من السيدات اللاتي يحرصن على اكتساب هذه المهارة، والعدد في ازدياد، فهي تقوم بتدريب مجموعات تتكون من خمس إلى ثماني فتيات وسيدات شهريا على الغوص، ولديهن الإصرار على التعلم بكل طاقتهن، وأن وأغلب المتدربات من الطبقات الاجتماعية الراقية.
وعن الفارق بين الغوص لدى الرجال والسيدات بحكم اختلاف الطبيعة الفسيولوجية بينهما يقول مدرب الغوص سامي الرفاعي وهو حاصل على شهادة من بريطانيا للتدريب إن هناك شروطاً لابد أن تتوفر في الشخص الذي يرغب في تعلم الغوص، ومنها أن لا يقل العمر عن 10 سنوات، وكل فئة من العمر لها حدود في العمق، ولا فرق بين الرجل والمرأة، فالأجهزة والمعدات واحدة، وهي التي تحكم العملية برمتها، فالشجاعة أولا وأخيرا في هذه الهواية، وهي السلاح الأول للمتدرب أو المتدربة، وإذا تحلت الفتاة بقدر من الشجاعة ورباطة الجأش تكون بالتالي أفضل من شاب ليس على نفس القدر.
وأضاف أن الحالة الصحية مهمة. بحيث لا يكون المتدرب مصابا بأحد الأمراض المزمنة كالسكر والضغط والربو، فيستبعد عن التدريب على الغوص حتى يحضر إفادة طبية تسمح بممارسة هذه الهواية.
وأكد الرفاعي أن البعض لا يفضل الغوص، لوجود أفكار خاطئة في نفوس البعض من أفلام هوليود التي تشعر بالخوف من أسماك القرش، فأصبح الشاب يرفض الغوص أو ممارسة هذه الهواية حتى لا يصبح طعما سهلا لأسماك القرش على حد قولهم، ونحاول إقناعهم بأن أسماك القرش دفاعية وليست هجومية.
وذكر الرفاعي أن من أغرب المواقف التي واجهته في إحدى رحلات الغوص حين صادف وجود زجاجة مربوطة في حجر ثقيل الوزن وبحبل سميك جدا داخل عمق البحر، وبعد استخراج الحجر وجد أن داخل الزجاجة سحراً مربوطاً بأحكام حتى يبقى داخل عمق البحر ويصعب حله، فقام باستخراجه وفكه.